الحوت العملاق و السمكة المضيئة قصّة جميلة و هادفة للأطفال تعلّمهم الفرق بين الذكاء و القوة
الحوت العملاق و السمكة المضيئة قصّة جميلة و هادفة للأطفال تعلّمهم الفرق بين الذكاء و القوة |
نقدّم لضيوفنا الأعزاء هذا الموضوع من موقع أطفال بعنوان : الحوت العملاق و
السمكة المُضِيئَةُ قصّة جميلة و هادفة للأطفال تُعلّمهم الفرق بين الذكاء و القوة،
ففي هذه القصّة الرائعة سيتعلّم أطفالنا
الصِّغار كيف تمكّنت السمكة المُضِيئة أن تتغلّب بذكائها على قوة الحوت العملاق، نتمنى
من قلوبنا أن تنال هذه القصة إعجاب الآباء و الأطفال معا.
الحوت العملاق و السمكة المضيئة قصة جميلة و هادفة للأطفال
في بحر من البحار و منذ عشرات السنين عاشت
الأسماك في ذِرْوَة السعادة و قمّة الهناء
و الإستقرار، فكانت الأسماك كلها تتمتّع بالراحة و
الطمأنينة و الأمن و السلام و الحُبِّ و الوئام، و ذات يوم ظهر فجأة في ماء ذلك البحر
الشاسع حوتُ عملاق، و الذي هجم هجوما عنيفا وأكل بلا رحمة كل السّمك الذي قابله و
صادف سبيله، لقد كان بحق حوتًا ضخمًا قاسيًا، سعادته الكبرى و هَمُّه الوحيد هو
منع الجوع من إيلام معدته، و لا و لن يبلُغَ مُرَاده إلاّ
بأكله أكبر عدد من الأسماك.
في مساء ذلك اليوم المشؤوم و بالإضافة إلى ظُلمة الليل، خَيّمَتْ على ذلك البحر ظُلمة
الحزن، لقد حزنت الأسماك حزنا شديدا لما وقع، و تقطّعت قلوبهم على فراق أحبائهم و
فلذات أكبادهم، من الأسماك التي أكلها ذلك الحوت العملاق بلا رحمة و لا رأفة، و
المصيبة أنّ هذا الحوت لم يعد من حيث أتى بل تمادى في جَبَرُوته و طُغيانه، فكان
ذهابًا يأكل و إيابًا يبلع، و توالت الأحزان و الآلام على
الأسماك يومًا بعد يوم، وفي ليلة ما قرّرت السمكة الصغيرة المضيئة و التي كان جسمها يُضِيءُ ليلاً
و كأنه مصباح سِحري، أن تنتقم من هذا الحوت
الضخم، الذي هلك الكثير من أحِبّائها الأسماك، ففكّرت السمكة المضيئة و فكرت، إلى أن لمعت في لُبِّها فكرة ذهبية و كانت قمّة في الذكاء
و الدهاء.
وكان مصدر لمعان هذه الفكرة في لبّ السمكة الصغيرة المضيئة، هو ملاحضتها بأنّ
الحوت العملاق أصبحت رؤيته ضعيفة من شدّة ظُلمة البحر، الذي زادت شدّة
ظلمته بسبب حزن الأسماك، فسَبَحت السمكة المضيئة و وقفت بجوار أذن الحوت الضخم، و سألته فقالت له : كيف هي أحوالك
أيها الحوت الضخم ؟، فأجاب الحوت قائلا : اشتدت ظلمة هذا البحر و ضَعُفت رؤيتي فَقَلَّ زادي؟، فاستغلّت
السمكة المضيئة نقطة ضعفه و ردّت عليه قائلة : يا سيدي الحوت أنت عملاق و أنا سمكة صغيرة لكنني مضيئة، و عندي لك فكرة
تنفعك نفعًا كبيرًا، فَرَدّ عليها الحوت العملاق مستغربًا و قال : وما هي هذه الفكرة يا سمكة؟، و إن نفعتني حقا فلن آكلك مدى الحياة، هذا وعد مني.
الحوت العملاق و السمكة المضيئة قصّة جميلة و هادفة للأطفال تعلّمهم الفرق بين الذكاء و القوة |
فقالت السمكة المضيئة لذلك الحوت الضخم و العملاق : يا سيدي أنت تحتاج
باستمرار إلى السمك، و فِعلاً لقد اشتدّت ظُلمة هذا البحر كثيرًا،
ممّا صَعّب عليك الأمر و قد أصابك الملل و الإجهاد، فقال الحوت : حقًّا لقد أصابني
الملل و الإجهاد، و اشتداد ظلمة البحر زاد في هَمِّي، و لكن ما هو الحلّ
أيتها السمكة الصغيرة؟، فقالت السمكة الصغيرة و المضيئة : إليك الحلّ يا سيدي الحوت : كما تعلم فأنا سمكة مضيئة و سأسبح أمامك و أكون لك مصباحًا، و سوف أقُودُك إلى مكانٍ به سمك كثير، ففي دُفعة واحدة تأكل ما يكفيك
لمدّة أسبوع كامل، ثم بعدها أدُلُّك على طعام لذيذ ربما لم تأكل مثله من قبل مُطلقا
و يكفيك لأسبوعٍ ثانٍ.
فَجَحَضَتْ عينَا الحوت من الدهشة و الفرحة
و قال للسمكة : أنا جِدُّ متحمِّس هيا انطلقي
أيتها السمكة و اسبحي أمامي، فانطلقت السمكة
المضيئة و كانت تعرف مكانًا سرِّيًا في ذلك البحر به الكثير و الكثير من سمك
السردين، و به الكثير أيضًا من الصيَّادين من بني
البشر فوق سطح الماء، و لمّا وصلت و وصل الحوت معها قالت السمكة
للحوت العملاق : أنظر جهة اليمين يا سيدي، و فعلا نظر الحوت فرأى سحابة كبيرة من سمك
السردين فهجم هجوما سريعا و التهمها بِكامِلها
دُفعة واحدة، ثم قال الحوت مُتلهِّفًا : و أين هو الطعام اللذيذ أيتها
البطلة، فقالت له السمكة : هل أكلت من قبل إنسانًا، فهو لك طعام لذيذ جدّا يا سيدي، فقال الحوت :
طعام الإنسان اممم هذا الذي أخبرني به جدّي وقال لي أنه لن ينسى أبدا طُعمَه اللذيذ، و لكن أين أجدُه يا سمكة.
فقالت له السمكة المضيئة : أيُها العملاق قم بالصعود لسطح البحر، و سوف تجد
قوارب كثيرة، وما عليك سوى إختيار القارب الذي به راية حمراء، ففي مثل
هذا القارب تحديدًا ألذُّ إنسان يمكنك أن تجده في حياتك بأكملها، و قم بإبتلاع القارب بأكمله و من فيه دُفعة واحدة كي تضمن ما
يكفيك لأسبوع.
ولكن السمكة الصغيرة المضيئة كانت تعلم جيّدًا
أنّ كلّ القوارب التي تُعّلَّمُ برايات حمراء هي قوارب متخصّصة في إصطياد الحيتان، و لكن ذلك الحوت الضخم و العملاق لا يعي
ذلك إطلاقا.
إنطلق الحوت مُسرِعًا نحو سطح البحر و كُلُّهُ أمل في
تحقيق ما قالته السمكة المضيئة، و ظلّ الحوت يبحث بين القوارب عن القارب المعّلّم براية حمراء، لكن الرؤيا لم تتّضح له جيّدًا
فقرّر أن يطفو قليلا فوق سطح البحر، و ما أن لمحه الصيّادون حتى رَمَوْه بِحِرابِهم،
فأصبح الحوت العملاق جثّة في دقائق، و تحوّل من وحش كاسرٍ إلى صيدٍ
ثمينٍ و غنيمة ذهبية للصّيادين.
وهنا فرحت كل الأسماك الموجودة في ذلك
البحر، واحتفلت احتفالاً كبيرًا بِهَلاك ذلك الحوت العملاق، كما شكرت كلّ الأسماك صديقتهم
السمكة الصغيرة المضيئة لذكائها و دهائها في الإنتقام من ذلك الحوت الضخم و
التخلّص منه، و عاشت الأسماك في سلام و أمن و أمان.