قصص تعليمية و مفيدة للأطفال - ديك صغير لكنه بطل كبير
قصص تعليمية و مفيدة للأطفال - ديك صغير لكنه بطل كبير |
قصص تعليمية و مفيدة للأطفال
مدّة رواية القصة: دقيقتان
نقدم لكم هذه القصّة من موقع أطفال تحت عنوان قصص تعليمية و مفيدة للأطفال، فهناك شريحة من الأولياء تبحث عن قصص أطفال تجعل صبياهم يستمتعون و يتلهّفون لسماعها، وهناك شريحة أخرى من الأولياء تبحث عن القصص التعليمية التي تعلّم أبناءهم الصغار أمرا جديدا و مفيدا، و في هذه القصة نحاول أن نلبّي طلب الشريحتين معا و نرجو أن تنال القصة إعجاب الآباء و الأمهات والأبناء.
ديك صغير لكنه بطل كبير
كان
يا ما كان في قديم الزمان هناك شيخ كبير يملك مزرعة تضم الكثير من الطيور و
الحيوانات الأليفة، وفي يوم من الأيام قام هذا الشيخ المسنّ بالنداء على كل هذه
الطيور و الحيوانات وجمعهم معا في فناء كبير، وقال بأنه أتى إليهم بضيف و صديق جديد
سينضم إليهم و يعيش معهم في المزرعة، فاندهشت الحيوانات و بدأت في التخافت فيما
بينهم قائلة من هو هذا الضيف وما هو صنفه و ما هو حجمه، ثم انتبهوا إلي مالكهم صاحب
المزرعة فلاحظوا أن ديكا صغيرا يقف بجواره، و لاحظوا بأنه لم يكن ديكا صغيرا فحسب بل
كان ديكا ضعيفا أيضًا و حتى صوته كان ضعيفا
و منخفضا جدًا.
و
في الحين سأل الديك الكبير الموجود بالمزرعة مالكه ذلك الشيخ المسنّ و قال
له : يا سيدي ماذا
سيأكل هذا الديك الصغير و أين سينام؟، فأجابه الشيخ و قال له بأن هذا الديك الصغير
مثله في كل ما يريد سواء من طعام أو شراب وأنه سيتشارك معه المكان الذي ينام فيه،
و أمره بأن يعتبره صديقا و فردا من
المجموعة، و أخبره بأن هذا الديك الصغير سيكبر يوماً ويصبح قويًا و ضخما مثله.
امتلأ
الديك الكبير غيضاً و اشتاط غضباً و لم يتحمل فكرة وجود ديك آخر معهم في المزرعة،
فأسرع بجمع كل طيور و حيوانات المزرعة وأمرهم
بالالتفاف حول الديك الصغير والضحك عليه، ثم قام بتحدّيه على أن يقوم بالصياح، ففعل
الديك الصغير و كان صوته ضعيفًا جدا، فزادت الطيور و الحيوانات من سخريتهم عليه وأخبروه
بأن صياحه يكاد لا يسمع وأنه لا يشبه اطلاقا صوت صياح الديوك، بل هو إلى صوت
الكتاكيت الصغيرة أقرب، فحزن الديك الصغير كثيرًا و سالت دموعه.
ثم
تجاهلهم الديك الصغير وغادر محاولا اجتنابهم، وكان يشعر بالعطش الشديد و الجوع المؤلم، فما لبث أن أقدم على أكل حبات قمح لمحها
مبعثرة على الأرض إلاّ أن الديك الكبير تنمر عليه أكثر و منعه من تناول حبات القمح،
ثم التفت الديك الصغير إلى ماء راكد وأراد أن يشرب منه فمنعه الديك الكبير ثانية
من شرب الماء، فنظرا لضعفه ما كان منه إلا أن استسلم وترك حبّات القمح والماء و
ذهب كي ينام بالرغم من كونه عطشانا وجائعا،
فتمادى الديك الكبير في تنمره و تجبره حيث قام بطرده وأمره أن ينام بالخارج وأنه ممنوع
عليه النوم هنا حتى يصبح كبيرا ويستطيع الصياح جيّدا كالدّيكة، فحاول الديك الصغير
المسكين أن يستلطف الديك الكبير و يترجاه كي يبقيه بالداخل، لأنه جائع كثيرا كما
أن الجو بالخارج بارد جدّا لكن دون جدوى، فاستسلم الديك الصغير لأوامر الديك
الكبير مرة أخرى وذهب كي ينام خارج
المزرعة رغم الجوع و العطش و الطقس البارد جدًا، ولكون الجو في غاية البرودة ما
كان من الديك المسكين إلا أن قام بالبحث عن مكان دافئ أو أقل برودة على الأقل كي يقضي ليلته فيه وينام.
فبحث
الديك الصغير كثيرا وبحث طويلا حتى شارف
بزوغ الفجر و فجأة وجد برميلًا خشبيا فدخل إليه بسرعة كي ينام قليلا و عساه أن يحصل
على قليل من الدفء، وما أن بدأ يغمض عينيه حتى سمع أصوات خطوات تمرّ بجانب البرميل،
فنظر من ثقب صغير موجود في ذلك البرميل الخشبي فرأى ذئبان أسودان كبيران يتجهان إلى
المزرعة، و سمع الديك الصغير أحدهما يقول للآخر هيا نسرع بالدخول وأنا لي العجل و لك
أنت العنزة، وفي هذه اللحظة بدأ الديك الصغير يحدث نفسه قائلا :لقد قاموا بإهانتي و ضحكوا سخرية مني لكوني ضعيفا و صغيرا، سأترك
الذئبان الأسودان يأكلانهم ويمزقانهم، ثم قال لنفسه لا هذا ليس من أخلاقي هذا ليس أنا،
أنا لا أستطيع أن أترك الذئبان يأكلان أصدقائي، فليس أنا من يردّ السيئة بالسيئة
ولكن أنا من يرد السيئة بالحسنة، أنا بطل أنا بطل، فبدأ يصيح بأكبر ما لديه من قوة،
و بكونه داخل البرميل الخشبي و مع سكون الليل و هدوء الفجر ظهر صياحه قويًا مدويًا
فسمعه جميع من في المزرعة من حيوانات و طيور، و بدأت الكلاب بالنباح فاستيقظ سكان المزرعة كلهم، و رأوا الذئبان الأسودان
الكبيران يهربان من المزرعة بعد سماع نباح كلابها واستيقاظ سكانها.
و هنا لاحظت كل طيور و
حيوانات المزرعة أن الديك الكبير داخل بيته نائما في هدوء و دفئ ومغلقا بابه عليه غير
مبال بأحد، وأن من أنقذهم من هجوم الذئبان هو ذلك الديك الصغير الذي سخروا منه،
فاعتذر كل سكان المزرعة من طيور و حيوانات من الديك الصغير، و وصفوا الديك الكبير بالكسل
لأنه لم يشاركهم بصياحه في إرباك الذئبان وفرارهما، و أمروه هو الآخر بالاعتذار للديك البطل ففعل، ثم قاموا
بتقديم الطعام و الماء للديك الصغير كي يأكل لأنه كان يتضور جوعًا، وكذلك التبن و
الصوف كي يتدفّأ بهما و ينام، وتعلّموا درسا لن ينسوه أبدا أن أداء الواجبات وأن
تكون مفيدًا لغيرك ولنفسك، لا يعتمد على كونك كبيرا أو صغيرا، وإنما يعتمد على مدى
انضباطك و التزامك بواجباتك و أدائها على أكمل وجه.