قصّة تربوية هادفة ومفيدة للأطفال - قصّة : صدقك ينجيك
قصّة تربوية هادفة ومفيدة للأطفال - قصّة : صدقك ينجيك |
قصّة تربوية هادفة ومفيدة للأطفال - قصّة : صدقك ينجيك
مدّة رواية القصّة : دقيقتان
نقدم لكم هذه القصّة من موقع أطفال بعنوان قصّة تربوية هادفه ومفيدة
للأطفال : قصّة صدقك ينجيك، و في هذه القصّة نروي لأطفالنا حكاية مفيدة تعَلًمهم فائدة
الصّدق وأنه منجاة لصاحبه من البلاء.
صدقك ينجيك
ذات يوم تهيّأ أهل مريم للذهاب إلى السوق و اتفقوا على ترك مريم في
المنزل و عدم أخذها معهم، و أوصوها بأن تقوم بواجباتها المدرسية وبعدها لا بأس في أن تشاهد التلفاز قليلا، و أكّد والدا مريم
لها على الاّ تفتح باب المنزل للغرباء مطلقا، فطمأنت مريم أبويها و أظهرت احتراما
كبيرا لهما و أحسنت الإصغاء لكلامهما.
و ما أن غادر والدا مريم البيت، اتصلت مريم مباشرة بزميلتها شيماء و
قامت بدعوتها إلى البيت كي يذاكرا معا، فقبلت شيماء دعوة زميلتها وأخبرتها أنها ستطلب الإذن من والديها ثم تأتي فورا، وفعلا توجّهت شيماء إلى أبويها
تطلب الإذن بالذهاب إلى منزل صديقتها مريم لكي يذاكرا دروسهما معا، و لقرب المسافة
بين المنزلين وافق والدا شيماء على طلبها، و أمراها أن تراجع دروسها مع زميلتها
مريم لساعتين من الزمن و ألاّ تتأخر بعدها في العودة، فذهبت شيماء إلى بيت مريم و
هي جدّ متحمسة.
وصلت شيماء إلى بيت مريم فاستقبلتها
زميلتها و رحّبت بها، ولما دخلت شيماء لاحظت قفصا به طائر جميل، فسألت و قالت : ما أجمل هذا الطائر، من أي فصيله هو يا مريم فأجابتها مريم و قالت لها : انه ببغاء فسألت شيماء
: هل فعلا الببّغاء يتحدّث، فقالت مريم : أكيد يا شيماء ففي بعض الأحيان يتحدّث بل
و يثرثر، فبدأت شيماء تلعب مع الببّغاء و
هنا حذرتها مريم بألا تفتح القفص كي لا يخرج الطائر، لكن ألوان الببّغاء الزاهية و
جماله الأخّاذ وفي غفلة من مريم جعلت شيماء تفتح القفص وتمسك بهذا الطائر الرائع، وعندما
لاحظتها مريم صرخت قليلا و قالت : لا لا لا يا شيماء لا تفتحي القفص، لكن شيماء طمأنت مريم بأن لا تخاف
و سوف تكون الأمور بخير، و فجأة انزعج الببّغاء و قام بنقر شيماء من أحد أصابعها بقوة
فخافت شيماء و صرخت لأنها طفلة صغيرة طبعا، وحينها أفلت الببّغاء من بين يديها و
طار في سقف البيت وبدأت الطفلتان تطاردانه و تصرخان، مما تسبّب في تدمير أثاث البيت
ثم خروج الببّغاء من النافذة و طيرانه بعيدا عن المنزل.
أصيبت الطفلتان حينها بالذهول ثم بدأت مريم في إلقاء اللوم على زميلتها شيماء، وقالت
لها أنت من تسبّب في فرار الببغاء و في كل هذا الدمار الذي حلّ بأثاث منزلنا، فحزنت
شيماء و غادرت المنزل باكية، و تركت صديقتها مريم في ورطة، بقيت مريم جالسة في
مكانها تفكر في عاقبة ما حدث و ماذا ستقول لوالديها، وحينها وسوس لها الشيطان على أن تكذب عليهما و ألا تقول الحقيقة.
و في هذه الأثناء سمعت الطفلة مريم صوت سيارة أبيها و هو يركنها،
وعلمت حينها أن والداها قد عادا فأصابها التوتر و الارتباك، وبمجرد دخولهما إلى
المنزل أصابتهما دهشة كبيرة وفزع لما حلّ بالبيت، و هل الأمر تسلّل لصوص أم شيء
أخر، فأسرع الأب إلى ابنته فاحتضنها وسألها : ماذا حدث يا بنيّتي؟ لكن مريم
اختلقت كذبة و أجابت أباها قائلة : إن الذي
تسبّب في هذه الفوضى و كلّ هذا الدمار، هو
أمير ابن جيراننا حيث كان يلعب مع شقيقه الصغير بكرة القدم في الشارع، فدخلت الكرة عن غير قصد عبر
النافذة، فأصابت إناء الأزهار الذي سقط فوق حوض الأسماك فكسره، ثم اصطدمت الكرة بالخزانة و ارتدّت
فأصابت قفص الببّغاء فسقط أرضا، فقالت الأم لابنتها : و أين هو الببّغاء يا مريم هل مات؟ فأجابتها
مريم : كلا يا أمي لقد طار خارج المنزل عبر النافذة.
غضب والد مريم كثيرًا لما حدث وعزم على الذهاب إلى والد أمير كي يؤدّب ولده على فعلته، فخافت مريم أن تنكشف كذبتها و رغم خوفها تمالكت نفسها و ظلّت متمسّكة بكذبتها، وعندما عاد والدها قال
بأن أمير و شقيقه غائبان عن المنزل أصلا حسب قول أبيهما و قد ذهبا مع أمهما لزيارة
جدّهما في الريف، فقالت مريم كذبًا مرة أخرى أن من وجّه الكرة للنافذة هو أيوب فغادر أبوها ثانية لأبي أيوب ولما
رجع قال بأن أبا أيوب عاقب ولده بشدّة، ولكن الطفل نفى هذه القضية و أصر على أنه
لم يلعب اليوم بالكرة إطلاقا، ولكن مريم أصرّت على كذبتها.
بقيت مريم تحدّث نفسها و تلومها عن كذبها واتهامها للأبرياء، فلاحظت
أم الطفلة مريم بأن مزاج ابنتها مضطرب وعلى غير العادة وسمعت ما تمتمت به لنفسها،
فقالت لها أمها : يا بنيّتي ما زلت طفلة و أنا
أدلك على طريقة النجاة و الخروج من هذه الورطة، فسألتها طفلتها مريم و قالت : ما هو
الحل يا أمي؟ فأجابت أمها : الصّدق،
و قالت مريم لها : كيف ذلك،
فقالت الأم : إن ذلك
تصديقًا لقول الله تعالى :” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ”، فقالت لها مريم : هل يجب أن أعاقب؟ فأجابت أمها : كلا، فالصّدق منجاة لصاحبه وهذا ما وقع للصحابة
الثلاثة الذين قالوا صدقا للرسول صلى الله عليه و سلم، فأنجاهم صدقهم على عكس
المنافقين و الكاذبين.
اقتنعت الطفلة مريم بكلام أمها
وذهبت إلى أبيها فاعتذرت منه، ثم قالت لأبويها كل الحقيقة وكل ما حصل من مهاتفة زميلتها
شيماء وحضورها وكل التفاصيل، فقبل الأبوين اعتذار ابنتهما وحثّوها على أن تقول الصّدق
و الحقيقة دائمًا، وحدّثوها عن أوامر
النبي صلّ الله عليه قال وسلم في الصّدق فذكروا
حديثه عليه الصلاة و السلام : ( عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ
يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، ومَا يَزَالُ
الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ
صِدِّيقًا، وإِيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ،
وإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ
ويَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا ) ثم أمر الأبوين
ابنتهما أن تعتذر لمن قامت باتهامهم كذبًا ففعلت.