كيفية معاقبة الطفل و هو في عمر السنتين
معاقبة الطفل وهو في عمر السنتين
في الحقيقة إنّ كلمات معاقبة أو عقوبة أو عقاب هي كلمات قوية و قاسية
إلى حدّ ما، و خاصة عند الحديث عن معاقبة الأطفال و
هم في عمر السنتين فقط أو أكبر من ذلك بقليل أو أقل، حيث لا يجب الاعتقاد بأنّها عذاب جسدي أو نفسي يصيب الطفل أو ما شابه، لا و ألف لا، بل هي
وسيلة مدروسة تجعل الطفل يكره خطأه و لا يكرّره، وتعلّم الطفل الصواب من الخطأ، و في هذه المرحلة المبكّرة من عمر
الطفل على الأم أن تكون بمثابة مربّية اجتماعية أو معلّمة، حيث يجب
عليها تقويم سلوكيات طفلها الخاطئة وتعليمه
السلوكيات الصحيحة، وأن تتعامل مع طفلها بحب و صبر و ثبات و أناة.
كيفية معاقبة الطفل و هو في عمر السنتين
الثبات على القرار
إنّ الأم التي
تتّصف بصفة الثبات، هي الأم التي تنجح معها تقنيات العقاب التي تستخدمها مع طفلها ذو السنتين
من عمره، وتؤتي ثمارها، لأنّ الطفل الصغير في هذه
المرحلة العمرية قد يحتاج إلى سماع الأمر أكثر من مرّة
حتى يستطيع استيعاب رسالة أمه، وهنا على
الأم الثبات على قرارها في كل مرّة، وألاّ تلين لطلبات
طفلها الصغير و لو طلب منها نفس الطلب مرّات عديدة،
فلو عاقبته مثلاً بطريقة الحرمان من شيء محبّب
لديه كبرنامجه التلفازي للرّسوم المتحركة، فيجب عليها
الاستمرار على قرارها لأطول مدّة ممكنة، وألاّ تضعف لبكائه، و أن تشرح لطفلها السبب بأنه كان مشاغباً
مثلاً أو ارتكب خطأ ما، ولا بدّ من معاقبته كي
يترك السلوك الخاطئ ويستبدله بالسلوك الصحيح.
تقنية كرسي المشاغبين
تعتبر تقنية كرسي المشاغبين أو ركن المشاغبين
تقنية ناجحة جدّا مع الأطفال الذين يتجاوز عمرهم
ثلاثة سنوات، و لكنها قد تكون ناجحة أيضا مع الأطفال الأقل من ذلك العمر إن تمكّنوا من فهم الفكرة و المغزى، وإن تمكّنت الأم من إيصال الفكرة الصحيحة للطفل، والتزمت بمّدة لا تقل عن الثلاثة دقائق في ركن أو كرسي المشاغبين حتى يهدأ الطفل، شريطة ألاّ تكون غرفة الطفل هي ركن المشاغبين أو بها
كرسي المشاغبين المخصص له، لكي لا يربط الطفل غرفته بالعقوبة ويكره النوم فيها
أو حتى الدخول إليها، وتكون الأم حينها قد عالجت مشكلة بمشكلة أكبر منها، ولكي
يهدأ الطفل في وقت وجيز يجب على الأم مرافقة طفلها إلى ركن المشاغبين دون أن تلين لطلباته أو
بكائه، و ألاّ تتواصل معه خلال فترة معاقبته لكن
بعين الرحمة و المراقبة.
تجنب ضرب الطفل
ليس من الحكمة ضرب الطفل حتى و إن كان مشاغباً و فوضويا، بل يجب ألاّ
يُضرب اطلاقاً حتى و إن كانت سلوكياته و تصرّفاته
سيئةً، لأنّ الضرب والعنف الجسدي أو النفسي، يزرع
في نفس الطفل الخوف المرضي من والديه، والذي بدوره يزرع لدى الطفل عقدا نفسية مستديمة،
تضرّ بشخصيته حيث تولّد
فيها سلوكيات و تصرّفات أكثر سوءا، مرتبطة بالحقد
و الكراهية و ردّ الأذى بالأذى و مليئة بالعنف و
اللا تسامح.