قصص اطفال عالمية - قصة بائع التفاح و الرجل العجوز
قصص اطفال عالمية - قصة بائع التفاح و الرجل العجوز |
حكاية من التراث
الصيني
قصة بائع التفاح و
الرجل العجوز
مدّة
رواية القصة : 4 دقائق
حظر رجل عجوز رثّ الثياب إلى المدينة قادم من الجبال النائية و
كان قد قطع مسافة طويلة دون توقف، فشعر بعطش شديد و من شدّة العطش سقط هذا
العجوز المسكين أرضا وسط سوق المدينة وقال : لو كانت عندي ثمرة التفاح لسدّت جوعي و روت عطشي، و فجأة تدحرجت
تفاحة من عربة أحد تجار الفواكه لتصل
قريبا من الشيخ العجوز فرآها و اندهش لما رأى، لكن لسوء حظه تقدّم التاجر سريعا و
التقط التفاحة التي سقطت من عربته و أعادها إلى حيث كانت و لم يبالي إطلاقا
بالعجوز العطشان، فقال الرجل العجوز لذلك التاجر : أرجوك يا
سيدي أعطيني تلك التفاحة فأنا في ذروة الجوع و العطش، فقال له بائع
التفاح : أعد ما قلت، فقال الشيخ العطشان : من فضلك اعطني تفاحة
فانا عطشان جدّا يا سيدي، فقال له التاجر :
وهل لديك نقود ؟، فأجابه الرجل العجوز : ليس معي نقود، فقال التاجر
الجشع : أنا لا أوزّع
التفاح بالمجان أيها الرجل العجوز و عاد لعربته بلا رحمة، فانهار العجوز من
الخيبة ولم يستطع أن يخطو خطوة واحدة.
و هنا
مرّ رجل صالح من المدينة فشاهد ذلك العجوز المسكين جالس أرضا، فسأله و قال له :
ما بك أيها الرجل العجوز هل أصابك شيء ؟، فقال
العجوز المسكين : أحسّ بعطش شديد يا ولدي، فقال له الرجل الصالح : لحظة واحدة سأجد حلاّ إن شاء الله و
التفت شمالا ثم يمينا فرأى ذلك البائع الذي يبيع التفاح، فقال للشيخ
العجوز : يوجد هناك بائع تفاح، فقال له الشيخ :
أنا مفلس يا ولدي مفلس جدّا، فنظر الرجل الصالح إلى نقوده و قال : لكن
نقوني هذه لا تكفي لشراء تفاحة واحدة أيها الشيخ العجوز، فقال هذا الشيخ
العجوز : سوف أحاول مع بائع التفاح مرّة أخرى، فقال له الرجل
الصالح : حسنا في هذه الحالة سأحظر معك هيا بنا، فانطلقا معا و
عند و صولهما أمام بائع التفاح، قال البائع الجشع : ماذا حدث أيها الرجل
العجوز ماذا تريد الأن، فأجابه الرجل العجوز قائلا : أرجوك يا سيدي
أتوسل إليك أن تعطيني تفاحة واحدة فقط، فقال بائع التفاح : إذا اردت تفاحة فادفع
الثمن، فقال الرجل العجوز : أقبل بأسوأ تفاحة يا
سيدي، فقال له البائع : لا توجد عندي ثمرة سيئة ثم خاطب بائع التفاح ذلك الرجل
الصالح الذي رافق الشيخ المسكين، و قال له : اسمع هل أنت صديق هذا الرجل
العجوز؟ هيا خذه من هنا خذه و ابتعدا عني، فقال له الرجل
الصالح : لا أنا لست صديقا له لقد رافقته إليك كي نترجاك فحتى أنا نقودي
كلها أقل من ثمن تفاحة واحدة يا رجل، فقال له بائع التفاح : لا بأس لكن يجب أن
تبتعد من هنا هيا خذه و ابتعد.
فانهار الرجل العجوز ثانية و قال الرجل الصالح مخاطبا نفسه أنا لا أستطيع
أن أترك هاذا الرجل العجوز دون مساعدته يجب أن أجد حلاّ، فقال الرجل
الصالح لبائع التفاح : أيها التاجر لديك عدد كبير من التفاح لماذا لا تعطي هذا
العجوز واحدة منها فقط ؟، فأجابه بائع التفاح قائلا : قلت لك لا و أنا
أعني ذلك، هذه تجارة نعم حسنا لما لا تقوم أنت بشراء
واحدة أو اذهبا و دعاني مع تجارتي فأنتما مزعجين.
و
لكن نقود رجل المدينة الصالح لا تكفي لشراء تفاحة واحدة ففكر بطريقة كي يساعد
الرجل العجوز فذهب و جمع الناس الموجودين في السوق، فقالوا له : ما
بك وما به هذا العجوز المنهار؟ فقال لهم الرجل الصالح : أرأيتم ماذا حدث مع بائع
التفاح ما رأيكم أن نساعد هذا العجوز المسكين فأنتم تستطيعون ذلك، فهتفت الناس طبعا
نستطيع المساعدة فشرح لهم الرجل الصالح الأمر و قال لهم : كنت أريد أن أشتري لهذا
الرجل العجوز تفاحة و لكن نقودي قليلة ولا تكفي و الأمر بسيط، لا أحتاج سوى ثمن
تفاحة واحدة فقط ما رأيكم، إذا أردتم مساعدته هيا ساعدوه فتجاوب الناس
مع الرجل الصالح و أعطى كل واحد ما يقدر من نقود و شكرهم الرجل الصالح كثيرا على
تضامنهم، ثم ذهب الى بائع التفاح و قال له خذ ها هي
النقود فالأن ليس لديك عذر أبدا أيها البائع فأعطاه البائع تفاحة طبعا بعد استلام
ثمنها.
و
أخذ الرجل الصالح التفاحة مباشرة و قدمها للرجل العجوز و قال له تناولها يا شيخ
فشكره الرجل العجوز و دمعت عيناه كما شكر من حوله جميعا من الناس الذين قاموا
بمساعدته، ثم أكل التفاحة بنهم من شدّة الجوع و العطش، و لما أنهى أكله شكر
الجميع مجددا و قال لهم : أنا أشعر بالنشاط و الفضل لكم و أريد أن أبدي لكم شيئا
مبدعا، حيث أخرج الرجل العجوز إزميلا من حقيبته و
بدأ يحفر في الأرض حفرة، ثم و ضع الرجل العجوز بذور التفاحة في هذه
الحفرة و أهال عليها التراب، وبعد ذلك حدث شيء عجيب أدهش الموجودين جميعا
عندما نبتت شجرة وارفة.
فصاح الناس من الدّهشة و قالوا : يا للعجب شجرة كبيرة مليئة
بالثمار و في لمح البصر، هذا شيء خارق جدّا، فقال لهم الرجل
العجوز : هذا تعبير عن امتناني لكم و أرجوا أن يأخذ منها كل واحد منكم ما يشاء، فطار الناس فرحا
و بدأوا في قطف الثمار و أخذ كل واحد منهم ما استطاع، و شكروا الشيخ
العجوز الطيب ثم ملأ الشيخ العجوز بنفسه سلة بتفاح الشجرة و
أعطاها للرجل الصالح بيده، فشكره رجل المدينة كثيرا ثم قال له الرجل
العجوز : لن أنسى معروفك أبدا أيها الشاب
الصالح إني ممتن لك، فقال له الرجل الصالح : أنا سعيد جدّا بلقائك أنت عجوز
طيب فعلا، ثم قام الرجل العجوز بقطع الشجرة و حمل جذعها على أكتافه، فسأله الرجل
الصالح و قال له : إلى أين أنت ذاهب أيها الشيخ فقال له العجوز : إلى الجبال ثم ودّع كل واحد صديقه و
انطلق لسبيله، و هنا تقدّم بائع التفاح إلى
مكان الشجرة و تقطع حسرة لأنه لم يجد حتى تفاحة واحدة.
عاد أهل المدينة إلى بيوتهم يحملون الكثير من التفاح، فخسرت تجارة بائع
التفاح البخيل و ذهب إلى عربته و عزم على الذهاب لبلدة مجاورة، وكم كانت دهشته
حيث رأى عربته فارغة تماما من التفاح، و صرخ قائلا : يا إلاهي أين التفاح ؟ من قام
بسرقته ؟ يجب أن أجد السارق و من شدّة الصدمة أصبح البائع يجري نحو اليمين فيتهجم
على من يلاقيه، ثم يجري نحو الشمال ويطلب تفاحه، فأحد يدفعه و آخر
يهدده، ثم انطلق يجري و ينادي بشكل هستيري : أيها الرجل العجوز أعد
لي سلعتي و تلمح الطريق التي سلكها الشيخ المسنّ فلم يجده، فجثى على ركبتيه
و كله حسرة و أسى و قال مخاطبا نفسه : هذا الرجل العجوز ما يكون إلاّ رجلا ذو قدرات
خارقة وقد فعل بي فعته.
لقد كان بائع التفاح بخيلا جدّا و لم يرضى بالتخلي عن تفاحة واحدة
فضاعت كل ثمار التفاح الخاصة به، و أصبح بلا عمل و صار أضحوكة البلدة كلها.
مشاهدة الفيديو الخاص بهذه القصة - قصص اطفال عالمية - قصة بائع
التفاح و الرجل العجوز – عبر قناتنا على اليوتيوب :