قصة اطفال هادفة - قصة الطفلة الجميلة ذات الرداء الأحمر
قصة اطفال هادفة - قصة الطفلة الجميلة ذات الرداء الأحمر |
قصص عالمية للأطفال الطفلة الجميلة ذات الرداء الأحمر قصة
جميلة و ممتعة للأطفال قبل النوم
مدة رواية القصة : 3
دقائق
في غابة من الغابات البعيدة و الواسعة، عاشت طفلة جميلة تشتهر بارتدائها
رداءً أحمراً، و كانت هذه الطفلة تسكن مع أمها في كوخ صغير وسط الغابة، و ذات يوم
قالت أم الطفلة لصغيرتها : يا
صغيرتي إن جدتك مريضة جداً، وأريدك أن تزوريها كل يوم لنطمئنّ على صحّتها وستأخذين
لها سلة مملوءة بالطعام اللذيذ والذي يناسبها، وأوصيك يا بنيّتي بألاّ تقفي في
الغابة أبداّ مهما يكن السبب و أن تكوني دائمة الحذر، لأن الوقوف في الغابة مجلبة
للأذى و خطر جداّ عليك.
قالت
الطفلة الجميلة ذات
الرداء الأحمر لأمها : السمع و
الطاعة يا أمي سوف أمشي في الطريق لمنزل جدتي بلا توقف و سوف أكون شديدة الحذر
أيضا، وفي طريقها لمنزل جدتها التفتت الطفلة الجميلة إلى الزهور و الورود وحبات التوت
الطازج واللذيذ وانشغلت بما رأت، وقطفت منها الكثير وخالفت حينها وصية أمها بعدم
التوقف في الغابة.
و خلال دقائق تذكرت ما أوصتها به أمها فأكملت مشيها،
ولكونها طفلة صغيرة توقفت ثانية حين رأت فراشة زرقاء اللون وظلت تجري و تلعب معها،
ثم أسرعت الطفلة لمنزل جدتها وهي تلوم نفسها لأنها سهت و تأخرت كثيرا على جدتها
المريضة و الوحيدة.
وقبل
أن تصل الطفلة إلى منزل جدتها ظهر لها ذئب فجأة بين أشجار الغابة وقال لها : إلى أين أنت ذاهبة يا طفلة؟
فقالت الطفلة : لزيارة جدتي المريضة و
الوحيدة فقال الذئب : وهل جدتك مريضة و لا
يعتني بها أحد فعلا؟، فأجابت الطفلة الصغيرة : نعم فجدتي مريضة جدا و
تعيش بمفردها، ثم واصلت الطفلة طريقها، لكن الذئب الماكر فكر في أن يسبق الطفلة بالوصول
إلى بيت جدتها و يلتهم الجدة، ولما تصل الطفلة الصغيرة يبتلعها هي أيضا.
وما
أن وصل الذئب لمنزل الجدة قام بالادعاء أنه حفيدتها ذات الرداء الأحمر مغيرا نبرة
صوته، تقدمت الجدة كي تفتح الباب لحفيدتها و بمجرد ما فعلت ذلك ابتلعها الذئب الماكر
وانتظر الطفلة الصغيرة ذات الرداء الأحمر حتى تصل، ولما وصلت الطفلة لبيت
جدتها نادتها و طرقت الباب و قالت :
جدتي جدتي لقد وصلت افتحي الباب، وقام الذئب بارتداء خمار الجدة و تمدد في سريرها، ثم قلّد نبرة صوت
الجدة و قال للطفلة الصغيرة : يا صغيرتي ادفعي
الباب فقط لقد تركته مفتوح و كنت أعلم بمجيئك و إنني ممددة على السرير من شدة المرض
هيا يا حلوتي تفضلي مرحبا بكي.
ثم
قالت الجدًة لحفيدتها : لقد نال
مني المرض يا بنيتي لدرجة أن صوتي وعيناي تغيرا بسبب الإعياء، ولكن الطفلة الصغيرة
ذات الرداء الأحمر انتبهت لفم جدًتها الذي تغير حجمه و أصبح كبيرا و كذلك يديها
اللتين كبرتا و كساهما الشعر، فقالت لجدًتها متسائلة : يا جدًتي العزيزة إن فمك و يداك على غير
العادة فهل نجلب لك طبيبا و هنا كشف الذئب عن حقيقته و قفز من سرير الجدًة فأمسك
الطفلة الصغيرة ذات الرداء الأحمر و ابتلعها هي الأخرى، ثم نام الذئب الماكر من
شدة الشبع في بيت الجدًة.
و من حسن الحظ مرّ صياد
بجانب كوخ الجدًة فرأى صدفة من زجاج النافذة ذئبا نائما في غرفة الجدًة،
كما لاحظ هذا الصياد أيضا أن
بطن الذئب قد انتفخ و زاد حجمه كثيراً، مما جعل الصياد يظن يقينا بأن الذئب قد فعل
فعلته بالجدًة المسكينة، فأطلق سريعا و بلا تردّد رصاصة من سلاحه صوب رأس الذئب فقتله
في الحال، ثم قام الصياد بشقّ بطن الذئب بحذر و رويّة ليفاجئ بوجود الطفلة الصغيرة
ذات الرداء الأحمر و جدتها في بطن ذلك الذئب المفترس وهم من حسن الحظ لا يزالون
على قيد الحياة و من غير أذى، وقال الصياد للجدّة و حفيدتها الطفلة ذات الرداء
الأحمر : الحمد لله على سلامتكما لقد قتلت ذلك الذئب
الماكر و خلّصتكما من أذاه إلى الأبد.
ثم
رافق ذلك الصياد الخلوق الجدة و حفيدتها إلى منزل أم الطفلة الصغيرة ذات الرداء
الأحمر، ولما علمت أم الطفلة ذات الرداء الأحمر ما وقع مع طفلتها و والدتها دمعت عيناها
من شدّة الفرحة لنجاتهما من موت محقّق ثم شكرت الصياد و أثنت عليه كثيرا، وقالت الطفلة
الصغيرة ذات الرداء الأحمر لأمّها : يا أمي
العزيزة سامحيني لأنني سهوت و توقفت في الغابة و لم أعمل بنصيحتك جيدا و من اليوم
فصاعدا سوف أمشي بلا توقف كي أتجنب الحيوانات المفترسة و الأشرار و المشكلات،
فسامحتها أهمها و قررت أن تعيش والدتها معها هي و طفلتها إلى الأبد و أن يعتنيان بها جيدا.