كيف نحافظ على سلامة أسناننا
|
كيف نحافظ على سلامة أسناننا
|
جسمنا
إنّ جسم الإنسان يتكون من أجزاء كثيرة بحيث
تكمّل بعضها بعضا، و إذا ما توقّف جزء من هذه الأجزاء عن العمل، يحدث لا محالة خلل
و اضطراب في توازن حياة الإنسان، فتصبح
حياة هذا الإنسان غير طبيعية ويعيشها بصعوبة؛ لأنّ كل جزء في الجسم له دور مهمّ
يقوم بعمله، و من المستحيل أن نجد أيَ بديلٍ يقوم بهذا الدور و هذا العمل الدقيق
الذي خلقه الله عزّ و جلّ في أحسن تقويم، و إنّ للإنسان دور هام في إبقاء هذه
الأجزاء تعمل بشكل صحيح، من خلال حفاظه على نفسه و صحّته وعمل كلّ أجزاء جسمه كما
يجب، واتباعه التعليمات و الإرشادات التي تهدف إلى ذلك.
فهناك كثير من العادات
السيئة التي تعوّد عليها الإنسان، و هو لا يدرك بأنّها قد تكون مُدمّرة على المدى
البعيد لكثير من أجزاء الجسم، و لهذا تظهر كثير من الأمراض فجأة دون مقدّمات، لأنّ
التراكمات التي حدثت في الجسم من اتباع تلك العادات السيئة، على مدار عدّة شهور أو
ربما عدّة سنوات، تكون قد فعلت فعلتها و جعلت السموم تتراكم شيئا فشيئا في جسم الإنسان،
ثم تسبّب له أمراضاً فتّاكة و مزمنة يصعب الشفاء منها.
أهمية الأسنان في جسم
الإنسان
تعتبر الأسنان جزء
مهم من أجزاء جسم الإنسان، حيث أن هذا الجزء هو الجزء الوحيد في الجسم الذي يقوم
بعملية التقطيع والطحن والمضغ للأطعمة كي يتم ابتلاعها بسهولة، ممّا يسهل مهمّة
هضم الطعام على المعدة، كما أن لأسنان الإنسان أهميّة كبيرة جدّا في عملية النطق و
الكلام؛ إذ أنها تساعد بشكل كبير في جعل الحروف تخرج بطريقة مفهومة و صحيحة، و
لذلك يجد من لا يملكون أسنانا صعوبةً كبيرة في نطق بعض الحروف و الكلمات، وقد يكون
حديثهم غير مفهوم بالكامل؛ دون أن ننسى الجمال الذي تظهره الأسنان على فم و
ابتسامة و وجه الإنسان.
مشكلات أسناننا
بالنظر لأهمية
الأسنان في جسمنا وجب علينا أن نحافظ عليها قدر المستطاع، وأن نهتم بها اهتماماً كبيراً،
حتى نجعلها بعيدةً كل البعد عن الأمراض التي قد تصيبها، و لهذا وجب علينا أن نكون على وعي
تام بجميع الطرق التي تمكنّنا من المحافظة على أسناننا و وقايتها من التضرّر، و أن
نكون على معرفة جيّدة بكل أنواع الأمراض التي يمكن أن تصيبها، و معرفة أعراضها كي نحاول
تفاديها.
إنّ ما يصيب الأسنان
غالباً هو التسوّس، و الذي يصيبها في كل المراحل العمرية التي يمرّ بها الإنسان وخصوصا
مرحلة الطفولة، و السبب الرئيسي في تسوّس الأسنان هو البكتيريا، و التي تعرف
علمياً باسم "الترسّبات الرخوية"؛ هذه الترسّبات تتكون من بقايا الطعام الذي يعلق بين أسناننا
أثناء قيامنا بعملية المضغ، و خاصة إذا تناولنا من السكريات و النشويات، والعامل الأساسي
كي تتكون هذه البكتيريا و تتكاثر، هو تركنا لأسناننا فترات طويلة بلا عناية و لا
تنظيف.
و التسوّس هذا يحدث
بهذه الكيفية : تبدأ البكتيريا بالتجمّع شيئا فشيئا، و مع وجود اللعاب في فم
الإنسان تلتصق بسهولة في الأسنان ثم تتكون طبقة، وعند تناولنا لأطعمة تحتوي على
كربوهيدرات كالسكريات و النشويات، تصبح البكتيريا لديها قدرة كافية لتحويل كل هذه المواد
إلى أحماض، ثم تقوم بإفرازها على أسناننا ليتحلل مع الوقت الجزء الصلب منها، وهنا تبدأ
المرحلة الأولى من عملية التسوّس، ثم تليها مرحلة ظهور بعض التجويفات في أسناننا؛
وهذا بسبب قوة الأحماض التي لها القدرة على جعل طبقات أسناننا تتحلل و تتآكل واحدةً
تلو الأخرى.
وثاني أكثر الأمراض التي تصيب فمنا وأسناننا
هو التهاب اللثة، و تعرف اللثة على أنها ذلك النسيج الذي يحيط بأسناننا ويغطيها،
ويحدث التهاب لثّتنا بسبب تراكم الجراثيم
و البكتيريا أيضا، حيث تصبح اللثة متورمة و محمرة، و في بعض الأحيان يخرج منها نزيف
بسيط عند استخدامنا لفرشاة الأسنان.
و نرى أنّ البكتيريا
هي المسبّب الرئيسي لتسوّس أسناننا والتهاب لثتنا فعلا، ولكن هناك عوامل أخرى لها
أهمّية كبيرة في الضّرر بأسناننا لضعف بنيتها، ومنها تناول الأطعمة التي تنقصها عناصرأساسية
كالكالسيوم، ولذلك نجد أن الأطفال الصغار الذين يكونون في مراحلهم الأولى من تكوين
أسنانهم، و لكون طعامهم خال من العناصر الأساسية، فتكون بنية الأسنان لديهم في
ذروة الضعف، فيحدث لهم تسوّس و كسر في أسنانهم بسهولة كبيرة.
وعندما نتحدّث عن الكبار في السن، فأكثر ما
يكون سببا في دمار أسنانهم و تشوّهها، هو عادة التدخين؛ حيث أثبتت دراسات علمية كثيرة
أنّ التدخين يسبّب التهاب الأنسجة الداعمة لأسنان المدخن، و أيضا تآكل طبقات
الأسنان، لأن درجة حرارة الفم ترتفع جرّاء عملية التدخين، بالإضافة إلى المظهر
السيء الذي يبدو عليه الشخص المدخّن، حيث يتغير لون أسنانه من البياض الناصع إلى
اللون الداكن، فتفقد الأسنان بريقها وتصبح الابتسامة قبيحة.
|
كيف نحافظ على سلامة أسناننا |
نصائح و إرشادات للحفاظ على الأسنان
كي نحافظ على
أسناننا من العلل و الأمراض، يوجد كثير من الطرق علينا اتباعها، و هذا الأمر ليس
بالصّعب، بل هو يسير جداً، و ما يحتاج منا سوى إلى التعوّد فقط، وكل ما في الأمر
هو أن نقوم بزيارة طبيب الأسنان على الأقل مرّة في السنة؛ حتى نستفيد من إرشاداته
و نصائحه التي يقدّمها لنا، ونعرف الحالة التي عليها أسناننا، وبالتالي تصبح لنا
القدرة على وقاية أنفسنا من العلل التي قد تكون في مقدّماتها، و التي يكتشفها طبيب
الأسنان حين نزوره فيعلمنا بها و بأعراضها.
- أولا
يجب علينا أن نبدأ باستخدام معجون الأسنان، بحيث يحدّده لنا طبيب الأسنان، فهو ينصحنا
بالمعجون الذي يناسب طبيعة أسناننا، وأيضاً يجب أن نستخدم فرشاة أسنان ناعمة حتى تزيل
الأحماض بسهولة، و يمكنها أن تصل إلى كافة الأماكن، وخصوصا تلك الفتحات الصغيرة الموجودة
بين الأسنان، ويستحسن أن نقوم بتغيير فرشاة أسناننا كل 3 أشهر، كما يجب علينا أن نعوّد
أنفسنا على استخدام فرشاة الأسنان والمعجون 3 مرّات يومياً، ومن المستحسن أن نفعل ذلك
بعد كل وجبة نقوم بتناولها؛ كي لا نتيح أيّ فرصة لتكوّن الأحماض والبكتيريا و
الجراثيم في أسناننا و فمنا.
- أن
نقوم بتناول الأطعمة التي تزيد من قوة أسناننا، وأن نبتعد كل البعد عن الأطعمة
الحمضية، أو أن نخفّف منها بقدر الإمكان؛ وهذا كي نتجنّب مشكلات الأسنان و خاصة
التسوّس، و أن نعوّد أنفسنا على تناول الفواكه و الخضروات لما لها من فوائد عظيمة،
فهي تساعد بشكل كبير على تقوية أسناننا ولثّتنا، كما تجعلهما مقاومتان للبكتيريا، و
كذلك يجب أن ننقص قدر المستطاع من تناول الشوكولاتة و السكريات؛ فهي تلتصق بأسناننا
بسهولة، وبالتالي تكون فرصة تسوّس أسناننا أكبر من حالة تناولنا لباقي الأطعمة و
الأكلات، وإذا أردنا أن نقوي أسناننا ونزيد من صلابتها، فعلينا بالأطعمة و
المشروبات المحتوية على الكالسيوم كالألبان و الأجبان و مشتقاتها، لأن الكالسيوم له
فائدة كبيرة ليس لأسناننا فحسب، بل لجسمنا بالكامل.
- و ممّا يساعد على تكوّن البكتيريا و الجراثيم
أيضا تقوّس الأسنان وعدم استقامتها، لأنه مهما قمنا باستخدام فرشاة الأسنان فمن
الصعب على هذه الفرشاة أن تصل إلى الأماكن الصعبة لسبب تداخل الأسنان و تقوّسها،
ولهذا إن كنّا نعاني من مشكلة تقوّس الأسنان و عدم استقامتها، فيجب علينا أن نسرع بزيارة
طبيب الأسنان ليجد لنا حلاّ، و أن يقوم بتعديلها لنا.
- فيما يخص الأطفال فهناك كثير من الأمور التي يجب
أن نتفطّن لها، لأنّ الأطفال في مرحلة بناء جسمي تحتاج إلى الانتباه والعناية، فهم
أكثر عرضةً لمشكلة التسوّس و أمراض اللثّة، وتكون أسنانهم معرضة للاقتلاع أو للتكسّر،
ولذلك يجب أن نقدّم للطفل كمّيات كافية من الكالسيوم بحيث تجعل أسنانه صلبة وقوية
و قادرة على مقاومة مشكلة التسوّس.
- كما يجب الانتباه
لما يقوم الطفل بتناوله، ومحاولة منعه من تناول الحلويات و الشوكولاتة أو على
الأقل التحكّم في ذلك بشكل عقلاني، لأنّ أغلب الأطفال يحبون الحلوى و السكريات، لكنها
تسبّب لهم كثير من المضار بأسنانهم، و علينا أن نقوم بتبديلها لهم بالخضروات و
الفواكه، لأنها مفيدة جداً لبناء أجسادهم بنية صلبة و قوية، ومن جهة أخرى، يجب
علينا تعويد أطفالنا على أن يقوموا باستخدام فرشاة الأسنان والمعجون، كي ينظّفوا
أسنانهم تحت إشرافنا وبشكل يومي بعد كل وجبة، و أن نعلّمهم الطريقة السليمة لفعل
ذلك، فما نعلّمه لأبنائنا وهم صغار سوف يبقي مستمراً لديهم حتى يكبروا، و لهذا،
يجب أن نعلّم أطفالنا و نعوّدهم على كل ما هو صائب ومفيد لصحتهم.